كــم أنا ســعيدة ... ولا أعــلم

بسم الله الرحمن الرحيم

..............


أطرقت ذات يوم وقد استجمعت في قلبي أكواما من الألم...والحزن...والشقاء...!!!

ولكم أن تعجبوا من كل هذا البؤس..!!
وأن تتساءلوا..عمّا حوى هذا القلب من مآسٍ ورزايا
حتى يصل الى هذه الحال..!؟؟

ولكن لحظة..

قبل أن أشرح لكم مصائبي..بل والمآسي المحيطة..

فأنا أريد أن أعرفكم بحياتي التي اعيشها..



أنا قبل كل شيء مسلمة...
قد من الله علي بأعظم دين..بل وأصح عقيدة..

فلست أسجد لصنم..ولا أطوف بقبر..
ولست أطلب الغوث من غيره سبحانه..

أصلي لله..وأصوم له..

أعبد الله ..بكل راحة واعلان
..

أرتدي حجابي..بدون خوف من أحد..


أنا من أرض..قد حرسها الله بدينه..

فلا أضرحة تقام...
ولا مراقص...ولاكنائس..ولاسفور..

الحق يعلن..والباطل يندحر..

مساجد يذكر فيها اسم الله... ويرفع الأذان عاليا بدون وجل أو خوف..
..تغلق المراكز والأسواق ..ويتجه الناس للصلاة..

ويدعى الرجل الى الجماعة..ويؤمر بها أمرا..

مدراس تربي على منهج الدين..
وقرآن يتلى..وفقه يُعلم..

أحكام شرعية..وقوانين ربانية..

نساء متسترات.. وللخير داعيات..



أعيش في هذا الوطن ..بكل أمن وأمان..وراحة وطمأنينة..

فلا حروب..ولا خوف ومطاردات..
ولا قتل وسفك للدماء..ولا أسر واعتقالات..

نخرج ونعود متى ما أحببنا..ونسير في الطرقات متى ماأردنا..

الناس منضبطون..واخوّة الدين تسري بينهم..

الطمأنينة تعم الناس...فلا زلازل...ولافيضانات...ولاأعاص ير أو دمار...


أعيش في بيت والدي

بين أهلي وأسرتي

واخوة واخوات

فهناك من يحبني ..ويرعاني..ويهتم بي..

وهناك بيت يأويني..وخير وافر أنعم به..

أجوع..فأجد طعاما..وأظمأ فأجد من لذيذ الشراب ماأحب..

فلست مشردة أو مبعدة..ولا وحيدة أو طريدة..


أعيش في حرية تامة..

فلم أذق طعم الأسر يوما...ولا بت في السجن ليلة..



معافاة في بدني..
أرى وأسمع..وأتكلم وأتحرك..

لست أرقد على الأسرة البيضاء..
ولا أسهر الليل أبكي من آلامي..

وان مرضت..وجدت من يرعاني..ويبحث عن راحتي..

ان مرضت..كان الدواء قريبا..وثمن العلاج سهلا ميسورا..

بعد هذا كله..

هل عرفتم...ماهي حياتي..

ترى..

هل أستحق أن أكون سعيدة أم حزينة..!!

وأين ياترى مصائبي التي شكوتها لكم..!

لو قدر الله لي بلاءا فإنه سيكون لي خيرا ان شاء الله..

ولو ملأ الايمان قلبي لكنت مسرورة حتى بالبلاء..!

أليس البلاء كفارة للخطايا..؟؟

ومع هذا كله...قد نحزن ونبكي...من اللاشيء..!

قد تضيق بنا الدنيا من أتفه الأسباب..!!!

قد نجزع..ونسخط...ولانرضى بالقضاء بدون شعور منا..

نريد نعيما دائما...وسعادة أبدية...

نريد راحة وهناءا...بدون مشكلات ولامنغصات..

وننسى أننا في دار الدنيا...وأننا قد خلقنا في كبد..

قد يعيش الكثير من الناس بعض هذه المصائب..
وقد يجتمع على البعض اغلبها..

ولكن..

ألا يكفينا...أننا مسلمون...

وقد تهون بعض المصائب...مالم تكن في الدين..

فاللهم لاتجعل مصيبتنا في ديننا..ولاتجعل الدنيا أكبر همنا..
وأصلح يارب ..ديننا..ودنيانا..وآخرتنا..



يالأحوالنا ..ويالقلوبنا..

ألسنا دائما مانعبر بكلمات التعاسة..!!؟

كم تمتلأ قلوبنا وكم تتحدث ألسنتنا بكلمات تنبيء عن كثير من الحزن..

كم نسطر ونكتب ...ولا نتحدث إلا عن الألم ..!

وننسى نعم الله علينا...تلك التي لاتعد..! رغم كثرة ذنوبنا..!
يقول صلى الله عليه وسلم:

((من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها))


يالسعادتي..في ديني..ونعم ربي..

لقد علمت الآن..

كم أنا تافهة....عندما أحــــــــــــــــــزن..!!!! !!!!