[center][size=24]
المرأة قبل الاسلام وبعده
هذا
هو الفرق بين حياة و معاملة المرأة قبل وجود الإسلام و بعده و هو تغيير
ملحوظ فلقد كانت المرأة تعامل و كأنها سلعة تباع و تشترى و تعامل و كأنها
متاع لكن جاء الإسلام ليغير كل هذا.
[img]http://moveed.com/data/thumbnails/23/26.gif[/img]
نبدأ حديثنا عن المرأة و من
خلال موضوعنا سنوضح كيف ارتقى الإسلام بالمرأة ؟ و كيف كان حال المرأة قبل
الإسلام و بعده؟ و ما هي الامتيازات التي قدمها الإسلام للمرأة ؟؟؟
فعندما
نتحدث عن المرأة و مكانتها فإننا نتحدث عن رحلة الازدواجية الأخلاقية التي
عاشتها المرأة إلى جانب الرجل خلال مسيرة البشرية الطويلة.
فالمرأة
أولاً و أخيراً هي الأم و هي الأخت و هي الإبنة و كذلك هي الزوجة أيضا ؛ و
بعبارة أوضح نقول إن المرأة التي تشكل حقاً نصف المجتمع ؛ هي الأساس الخصب
لتنشئة و بناء الأجيال المتعاقبة من أبناء المجتمعات ؛ و لذلك فإننا نقول
إن الظلم الذي لحق بالمرأة عبر العصور الماضية ؛ فإنما هو مردّه إلى سوء
فهم العلاقة و المعادلة الأخلاقية بين الرجل و المرأة ؛ ولو أردنا أن نقوم
بجولة سريعة في غياهب الحضارات القديمة للوقوف على مكانة المرأة فيها ؛
فسوف ندرك النظرة التي كان يُنظر إلى المرأة من خلالها حيث كانت المرأة في
أغلب العصور و الحضارات تعانى الشقاء و الهوان ؛ مهدورة الحقوق ؛ مرهقة
بالواجبات ؛ تابعة للرجل يسخرها لما يريد كيف يشاء .
[img]http://moveed.com/data/thumbnails/23/26.gif[/img]
و لتوضيح هذا الكلام بطريقة أوضح و أدق هيا بنا نقوم برحلة في العصور المختلفة نستوضح بها هذا الأمر:-
ـــــ
ففى الحضارة الرومانية والإغريقية والهندية كانت المرأة مظلومة و قاصراً
على الدوام ؛ بل كانت كما يقول عنها الدكتور/عبد السلام الترمانينى فى
كتابه " الوسيط فى تاريخ القانون و النظم القانونية " (إنها لا تمثل
الأسلاف ؛ فهى إن كانت زوجه لا تنحدر منهم ؛ و ان كانت ابنة لا ينحدر
الأسلاف منها ؛ و ليس عند موتها عبادة خاصة)
فهذه كانت حياة
المرأة عندهم ؛ فلا يليق بالكاهن أن يصلى على امرأة ؛ و لا يجوز إشعال
المجامر و إضرام النار فى مواقد المعابد من أجل موت الأنثى ؛ بل قضت شرائع
الهند القديمة أن الوباء و الموت و الجحيم و الأفاعى خير من المرأة ؛ و كان
حق الأنثى فى الحياة ينتهى بانتهاء حياة زوجها الذى هو مالكها قبل أن يكون
زوجها ؛ وما عليها - من باب الواجب- بعد موت وإحراق جثة زوجها إلا أن تلقى
بنفسها فى النار أسوة بمالكها ؛ وإلا فإن اللعنه الأبدية ستحيق بها إلى
نهاية الزمان .
ـــــ أما فى أوروبا التى تعد الآن من الدول
المتقدمة فإن فى عصورها الوسطى عقدت فى العديد من البلدان الأوروبية العديد
من الاجتماعات للبحث بشأن المرأة وما إذا كانت تعد إنسانا أم لا؟؟ و ذكر
الدكتور أحمد شلبى فى كتابه " مقارنة الأديان " أن أحد هذه الاجتماعات قد
تم فى فرنسا لمعرفة ماهية المرأة ؛ و بعد نقاش تبين للمجتمعين أن المرأة
يمكن أن تكون إنساناً ؛ بل هى إنسان و لكنها مخلوقه من أجل خدمة الرجل فقط
ومن أجل راحته هو فحسب.
و هذا هو الحال فى الدول الأوروبية كفرنسا ؛ فما هو الحال فى انجلترا ؟؟؟
ـــــ
فى انجلترا حرم الملك " هنرى الثامن " على المرأه الانجليزية قراءة الكتاب
المقدس و ظلت النساء حتى عام 1850م غير معدودات من المواطنين ؛ و ظللن حتى
عام 1882م ليس لهن حقوق شخصية ؛ و لا حق لهن فى التملك الخاص ؛ وقد روى
المفكر ليكى" Licky " فى كتابه " تاريخ الأخلاق الاوروبية " الكثير من
الحكايات التى هى أقرب الى الخيال منها الى الحقيقة ؛ فقد روى فى كتابه
المذكور كيف كان الرجال فى انجلترا يفرون من ظل النساء و يتأثمون من قربهن و
الاجتماع بهن؛ و كانوا يعتقدون أن مصادفتهن فى الطريق و التحدث إليهن و لو
كن أمهات أو زوجات او شقيقات تحبط أعمالهم و جهودهم الروحية .
[img]http://moveed.com/data/thumbnails/23/26.gif[/img]
ولو
أردنا الآن ان نترك المجتمع الاوروبى و نظرته الى المرأة و نتوجه برحلتنا
إلى مجتمعنا العربى و لكن فى إطار العصر الجاهلى الذى كان يغص بالمتناقضات .
ــــ
فالمرأة فى المجتمع الجاهلى كانت هدفا سهلا للخداع و الظلم ؛ فلا حقوق لها
؛ وهى محرومة من إرثها ؛ و تعضل بعد الطلاق أو وفاة الزوج من أن تنكح زوجا
ترضاه ؛ بل الأسوء من ذلك كله أنها كانت تُورَّث كما يورث المتاع أو
الدابة
ويكفى أن اشير هنا الى المستوى الأخلاقى المتدنى الذى وصل إليه الرجل فى نظرته و تعامله مع المرأة .
فقد
بلغت كراهة البنات إلى حد الوأد ؛ وكانوا يقومون بالتخلص من البنات بطرق
وحشيه كدفنها فى التراب و هى حية ؛ أو أنهم كانوا يلقون بالإناث من رؤوس
الجبال الصخريه او المنحدرات الرمليه إلى بطون الأودية ؛ أو يضعونهم على
أبوب الكهوف و المغائر عسى أن يمر بها وحش كاسر أو طير جارح .
ومن خلال هذا العرض الموجز و السريع لأحوال المرأة فى ظل العصور البائدة ؛ ندرك مدى و حجم المأساه فى طريقة التعامل مع المرأة .
ولكن
كل شىء تغير تغيرا جذريا مع انبثاق الخيوط الأولى لشمس الرسالة الاسلامية ؛
فلم تعد المرأة شيطانا أو مخلوقا دونيا ؛ ولم تعد خادمة أو أداة يستطيع
الرجل من خلالها أن يحقق و يؤكد ذكوريته فى مجتمع يغص بالذكور و يفتقر الى
الرجال ؛ وكم هو الفرق شاسع ما بين الذكورة و الرجولة !!!
و
الحقيقة التى لا يستطيع أحد أن يعترض عليها ؛ و لا أن ينال من جلائها هى أن
الاسلام قد أعطى المرأه من الحقوق ما لم تكن تحلم هى شخصيا به ؛ و نستطيع
بكل بساطه أن نحدد موقع المرأة على خريطة المفاهيم القرآنية و الآداب
النبوية لندرك من خلال ذلك أن الاسلام فى جوهره قد أعطى المرأة جو من
القداسة ؛ ليس لأنها إنسان و لها حق فى الحياة و الوجود ؛ بل لأنه رأى فيه
المشروع العظيم الذى تنتظره البشرية جمعاء ؛ فالبشرية من خلال وجودها
السابق على الإسلام كانت ترى المرأة - كما رأينا – مشروع ( أنثى ) قبل أى
شىء آخر ؛ و لكن فى الإسلام فالوضع مختلف تماما ؛ حيث أن هذا الدين قد أعطى
المرأة شيئا من جو القداسة و الطهر لأنه رأى فيها مشروع ( أم ) قبل أن
تكون مشروع ( أنثى ) ؛ ورأى فيها أيضا مشروع إنسان له الحق فى ممارسة دوره
الوجودى على مسرح الحياة قبل أن يرى فيها مشروع امرأة تغط فى سبات طويل
تتقاذفها رياح المجتمع ونزوات من لا يرون فيها إلا وسيلة لإشباع الغرائز و
إرواء الشهوات بطريقة تتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية.
[img]http://moveed.com/data/thumbnails/23/26.gif[/img]
ولو
أردنا أن نقوم بجولة سريعة فى رحاب الله - جل و علا - لنرى كيف كرم رب
الوجود المرأة على أنها أم و أخت و إبنة ؛ و على كاهلها مسئولية النهوض
بالمجتمع والارتقاء بقيمه و إعماره مع الرجل جنبا إلى جنب ؛ فيقول سبحانه و
تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ).
و نرى أن
الرسالة الاسلامية من خلال خطاب الله لنا من جهة ؛ و من خلال سنة الرسول و
أحاديثه من جهة أخرى أرادت من المرأة التى سيكون دورها على مسرح الحياة دور
الأم أن تكون عاطفتها منفتحة على العقل و قابلة للتعامل معه بطريقة
إيجابية من موقع بلورة العاطفة و تهذيبها ؛ وأرادت بنفس الوقت من الرجل أن
يفهم معادلة الوجود ؛ و أن يحتوى و يتفهم الجانب الانفعالى و العاطفى عند
شريكته فى معادلة الحياة ؛ فالنور الذى نحصل عليه من الطاقة الكهربائية هو
النور الناتج عن اكتمال الدائرة الكهربائية بقطبيها " الموجب و السالب " ؛
إذ لا كهرباء و لا طاقة و لا نور أبدا إلا إذا كان لدينا قطبان يكمل أحدهما
الآخر ؛ و كذلك الحياة التى تستمر من خلال وجود قطبين متكاملين يمدان خط
الحياة بالولادة الجديدة
إن الولادة الجديدة التى أشار اليها فى كتابه العزيز قائلا
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن
نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً
كَثِيرًا وَنِسَاء ).
ـــــ إذن عندما جاء الإسلام رفع مكانة
المرأة ورفع شأنها و قضى على جميع صور الإهانة التى كانت تتعرض لها المرأة
فى جميع عصور التاريخ كما ساوى الإسلام بين الرجل و المرأة فى الحقوق و
الإنسانية و الكرامة .
[img]http://moveed.com/data/thumbnails/23/10.GIF[/img]
و هذا هو الفرق بين حياة و معاملة المرأة
قبل وجود الاسلام و بعده و هو تغيير ملحوظ فلقد كانت المرأة تعامل و كأنها
سلعة تباع و تشترى و تعامل و كأنها متاع لكن جاء الإسلام ليغير كل هذا و
يعامل المرأة كإنسان خلقه الله له الحق فى الحياة وله حقوق و عليه واجبات ؛
فنحمد الله سبحانه و تعالى على نعمة الاسلام.
[/size][/center]